بسنت شوقي
اختبار الشخصية أحد الأمور التي انتشرت خلال السنوات الماضية، حيث أصبحنا نقابل هذا النوع من الاختبارات بصورة شبه يومية تقريبا على صفحات التواصل الاجتماعي حيث نجد أمورا متعددة كاختيار صورة لتحليل شخصيتك او الإجابة عن سؤال أو اختيار خاتم ما وصولا حتى لاختيار نوع القهوة لتحليل شخصيتك.
وعلى الرغم من كون هناك من يؤمن بتلك الاختبارات وهناك من لا يؤمن بها، إلا أنها تحظى بشعبية كبيرة حيث أن الجميع يحب تجربتها ولو من جانب الفضول.
ما هو اختبار الشخصية
اختبار الشخصية هو اختبار ذاتي قائم على مقاييس معتمدة على تجارب الحياة العادية، حيث قام كل من ريمون كاتيل وفرانك واربرتون بعمل ما يزيد عن ال 2000 اختبار منفصل يمكن استخدامهم لعمل اختبارات الشخصية، ولكن تم اقصاء العديد منهم، وأشهر هذه الاختبارات هو اختبار الهدف التحليلي.بداية ظهور الاختبارات الشخصية
كان بداية ظهور اختبار الشخصية في القرن الثامن عشر من خلال علم الفرينولوجيا أو كما يعرف لدينا باسم علم فراسة الدماغحيث كان يعتمد تقييم الشخصية وقتها على حجم النتوءات الموجودة على الجمجمة، كما أعتمد على علم الطوبولوجيا أو علم الفراغ حيث أعتمد على تقييم الشخصية بناءَ على المظهر الخارجي.
وفي القرن التاسع عشر قرر السير فرانسيس غالتون استخدام طريقة أخرى لتقييم الشخصية وتلك الطريقة هي طريقة الفرضية المعجمية، والتي تعتمد على القاموس الإنجليزي، حيث استخدم فرانسيس غالتون الصفات التي ذكرت داخل القاموس في وصف الشخصيات في تقييم الشخصيات في الواقع.
وقام بعدها لويس ليون ثورتون بتحسين تلك الطريقة حيث أن السير فرانسيس كان قد حدد 60 صفة شخصية قد ذكرت في القاموس
ولكن لويس ليون ثورتون قام بعمل اختبار الشخصية على 1300 مشارك، لينتهي الأمر بتحديده ل 7 أمور مشتركة بين البشر وتلك الطريقة هي التي أعتمد عليها كاتيل وزميله واربرتون السابقين الذكر في عمل اختباراتهم.
والتي اعتمدت على بيانات أكثر من 4000 من المصطلحات الخاصة بالقاموس الإنجليزي وعن طريق تلك الاختبارات وصلوا لاستبيان عامل الشخصية ال 16 وقاموا بحددي 8 عوامل مشتركة في الدرجة الثانية يمكنها قياس أبعاد شخصية الانسان والذي تم تحديدها ب 5 أبعاد كبرى.
وقد تم انتقاد تلك الطرق بقوة خاصة الخصائص النفسية وصحة عوامل التحديد أما أول تطوير ل اختبار الشخصية فقد كان في بداية القرن العشرين
وتحديدا في عشرينيات القرن الماضي وكان السبب الرئيس سواء لظهور اختبار الشخصية أو لتطويره هو كيفية اختيار الأفراد الصالحين للانضمام للقوات المسلحة حيث ظهرت أداة جديدة وهي ورقة البيانات الشخصية المسماة وودوورث وهي جرد للتقرير الذاتي والذي تم تطويره لاختيار الجنود للمشاركة في الحرب العالمية الأولى وقد استخدمت هذه الطريقة في الفحص النفسي.
مقاييس اختبار الشخصية
ويوجد العديد من المقاييس الخاصة باختبارات الشخصية مثل "مقاييس شخصية كومري ومقاييس الشخصية متعددة الأطوار ومقاييس الشخصية ال 18" وتعد مقاييس مايرز برجز هي الأشهر خاصة بين المستشارين والموظفين ولكن يوجد به بعض القصور النفسية.ويوجد العديد من الأدوات التي ظهرت بالآونة الأخيرة تستخدم في اختبارات الشخصية مثل قائمة جرد الشخصية حيث الاعتماد في تحديد الشخصية على اختيارات الشخص الذي يتم اختباره وتنفق الولايات المتحدة الأمريكية على اجراء اختبار الشخصية مبلغ يتراوح بين 2 ل 4 مليار دولار سنويا.
وذلك في استشارات العلوم النفسية السريرية والعلوم النفسية الشرعية والعلوم النفسية المدرسية إلى جانب الاستشارات المهنية والصحة والسلامة المهنية واختبارات التوظيف وإدارة علاقات العملاء وأخيرا ، وليس أخرا الاستشارات الفردية، حيث تعتمد الولايات المتحدة الأمريكية في الكثير من الأمور على نتائج هذه الاختبارات اعتمادا هاماَ.
أما من الناحية التاريخية فيعد مقياس الشخصيات متعددة الأطوار من مينيسوتا، والذي تم تصميمه خصيصا لتقييم علم الأمراض النفسية القديمة هو الأشهر، كما يوجد اختبارات إسقاطيه ومقاييس مراقبة وأخيراَ الاختبارات الموضوعية بالفعل.
طرق تطوير اختبار الشخصية
يوجد ثلاث طرق لتطوير اختبار الشخصية*طريقة التقييم الاستقرائي
*طريقة التقييم الاستنباطي
*طريقة التقييم التجريبي
التقييم الاستقرائي
يتم وضع مجموعة من العناصر المتنوعة لعمل تقييم استقرائي وتلك العناصر لا تمثل أي نظرية أو مجال محدد ولكن يتم انشائها وأدارتها من خلال مجموعة كبيرة من المشاركين مما يسمح للباحثين بتحليل العلاقات بين الأسئلة والأجوبة.التقييم الاستنباطي
يعتمد التقييم الاستنباطي على اختيار مجال ما للقياس حيث يقوم الخبراء بتعريف المجال ثم يتم بناء العناصر التي تشكل وبشكل كامل تلك السمات الخاصة بتعريف المجال حيث تكون الأسئلة الموضوعة بناءَ على هذه السمات ، وتلك الطريقة الاستنتاجية تأخذ وقتاَ أقل من الطريقة الاستقرائية والتجريبية، ولكنها غير قادرة على اكتشاف الأكاذيب كالطرق السابق ذكرها.التقييم التجريبي
تلك الطريقة تحديداَ هي التي استخدمت لتطوير نموذج العوامل الخمسة الكبرى للشخصية حيث تتضمن أساليب إحصائية متقدمة لاكتشاف العلاقات بين العناصر والتي تكون غير محددة من قبل وغير متوقعة ، كما يسمح هذا التقييم أيضاَ بتطوير العناصر الدقيقة والتي تمنع الأشخاص الذين يتم اختبارهم من معرفة ما الذي يتم اختباره تحديدا، ولكن تلك الطريقة لها أيضا بعض العيوب والتي منها.*أن علاقات العناصر لا تنطبق على شريحة كبيرة من الأشخاص
*علاقات العناصر المربكة والتي تسبب ضعفاَ في تحديد ما ينبغي قياسه
ولهذا وحتى يضمن القائمين على الاختبارات نجاح هذا التقييم، فهو يستهلك الكثير من الوقت
حيث يقوم علماء النفس أولاَ بجمع البيانات من خلال تقارير ذاتية أو من خلال المراقبة قبل عمل الاختبار بالنهاية
تحديد النتائج من الاختبار أو المراقبة
تقوم العديد من الاختبارات على المراقبة، حيث يقوم أحد الأشخاص بمراقبة الشخص الذي تم اختياره لهذا الاختبار، كما ذكرنا كشخص مثلا سوف ينضم لصفوف الجيش أو شخص سيقوم بالانضمام لمنصب من المناصب الهامة، أو حتى وظيفة عادية ولكن ترغب شركته بعمل اختبار الشخصية له لسبب أو لأخر، أو هو من تقدم بنفسه لعمل هذا الاختبار.ويتم مراقبة هذا الشخص عن كثب لمعرفة كيف سيتصرف في العديد من الأمور التي تقابله، كما يتم مراقبة تعامله مع عائلته ،
ومع زملائه بالعمل ومع من حوله بصفة عامة، وكيف سيتصرف لقاء أي أمر مفاجئ قد يقابله في أي وقت كان، ولهذا فذلك النوع من الاختبارات يأخذ وقتا طويلا، ولكنه في المقابل يكون أكثر صدقاَ من غيره.
وفي الغالب يتم مراقبة هؤلاء الأشخاص بصورة سرية في أغلب الأوقات تجنبا لمحاولة تغيير سلوكهم وذلك لمعرفتهم التامة بكونهم مراقبين، كما يوضع بالاعتبار أن بعض الأمور لا يمكن قياسها بالمراقبة كالإخلاص والحب وغيرها من الأمور الحسية، والنوع الثاني هو الأسئلة، حيث يكون الاعتماد كله على إجابات الشخص الذي يخضع للاختبار لمجموعة من الأسئلة، وتكون الأسئلة طويلة نسبيا حيث يمكن تكرار بعض الأسئلة ولكن بصيغة مختلفة وذلك لضمان محاولة تحري الصدق من الكذب.
النوع الثاني من الاختبار تحديدا هو الوحيد الذي يمكن اجراءه عبر الانترنت ، وذلك لمعرفة شخصيتك، كما أن بعض تلك الأسئلة هو ما أخذ وصنع منه اختبار الشخصية الذي نجده عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكما أن بعض هذه الاختبارات يعتمد تماما في تحديد شخصيتك على مراقبتك بالفعل ولكن مراقبة سريعة لن تلاحظها بسهولة كبرى.
اقرأ ايضا:
كيفية تنظيم الوقت للاستفادة الكاملة من يومك
التعلم الرقمي وأهميته في القرن الحادي والعشرين