بسنت شوقي
هشاشة العظام، اسم أصبح يتردد في الأرجاء كثيراَ في السنوات الماضية، وأرتبط استماعنا لهذا الاسم كثيرا بالنساء بصفة خاصة وكبار السن بصفة عامة، فما هذا المرض الذي أصبح مجرد ذكر اسمه مزعج كثيراَ للجميع، ويتمنى كل شخص عدم سماع إصابة أحد ممن يعرفهم به، او اصابته هو شخصيا به، في هذا المقال سنتعرف سويا على مرض هشاشة العظام وكل ما يتعلق به.
ما هو مرض هشاشة العظام
هشاشة العظام هو مرض يصيب العظام، وينتج عنه أن يفقد الجسد الكثير من العظام او القليل منها، ويتسبب هذا الأمر بسهولة كسر العظام.ومن المعروف ان العظام هي أهم عضو في الجسد، حيث ان كامل الجسد يعتمد عليها اعتماد كلي، كما ان كافة أعضاء الجسد ترتكز على العظام، ولهذا فإن أي خلل من أي نوع في العظام، يكون الأمر كارثي على الجسد بأكمله، وبفحص العظام تحت المجهر، نجد أن المسافة بين المسام الموجودة بها ضئيل للغاية، كما أن كثافة العظام تكون في أفضل حالاتها، ولكن؛ عند الإصابة بمرض هشاشة العظام فإن شكل العظام تحت المجهر يكون مختلفاَ تماماَ، حيث تبدوا العظام شبيهة بقرص عسل النحل، أي أن المسافة بين المسام وبعضها البعض كبير للغاية كما يكون قرص العسل.
كما نجد أيضاَ ثقوب كبيرة في العظام وتحتوي العظام على أنسجة غير طبيعية، ولهذا السبب نجد ان مرض هشاشة العظام يسمى باسم أخر وهو "العظام المسامية"، إذن الأمر يعتمد على كثافة العظام، ولهذا إن قلت كثافة العظام أو كتلتها أو زادت المسافة بين المسام وبعضها البعض، فإن العظام تضعف بقوة كبيرة وتصبح سهلة الكسر، حتى أنك تجد أن الكسر قد حدث نتيجة أمر بسيط أو ارتطام قد لا يسبب في الطبيعي سوى كدمة خفيفة ولكنك تفاجأ بحدوث الكسر كما قد يحدث بسبب امر لا يسبب أي كدمات حتى مثل العطس وهذا في حد ذاته مخيف للغاية، ولهذا إن حدث هذا فيجب عمل اختبار كثافة العظام، أما إن كنت قد تخطيت الخمسين من العمر وسواء أحدث كسر أم لا فيفضل عمل اختبار كثافة العظام للوقاية.
هشاشة العظام أكثر الأمراض شيوعاَ
يعد مرض هشاشة العظام من أكثر الأمراض شيوعا، حيث تقول إحدى الدراسات أن الولايات المتحدة وحدها بها أكثر من 54 مليون مصاب بهشاشة العظام وانخفاض كتلة العظام، وأن المرض في ازدياد ويتوقع أن تزداد الأعداد لأكثر من هذا خلال السنوات القادمة، حيث أنه من بين كل امرأتين امرأة تصاب امرأة منهن ب هشاشة العظام، ومن بين كل أربعة رجال يصاب رجل بهذا المرض أيضاَ، مما يعرضهم لكسور العظام بسهولة خاصة في الوركين والرسغ والعمود الفقري.
خطورة هشاشة العظام
كما ذكرنا يعد هذا المرض من الأمراض الخطيرة، فقد يتسبب العطس فقط في تكسر بعض العظام، كما يحدث نتوء للعظام والتواء لها، ومع اختفاء بعض العظام يقصر طول الانسان قليلاَ، إلى جانب إنحناء الجسد من أعلى، كل هذا يأتي نتيجة هشاشة العظام، وقد يستعجب البعض من كون هشاشة العظام تسبب قصر القامة، ولكن الأمر عائد إلى أن تلك الأماكن التي يصيبها المرض العمود الفقري، حيث يتسبب بتآكل أجزاء منه وفقدانها، وذات الأمر في حالة الانحناء، فقد ينحني العمود الفقري نتيجة إصابته.
كما يمكن أن يتآكل في جزء والجزء المتبقي ينحني أيضاَ نتيجة هذا المرض، وهذا ينطبق على كافة العظام، وقد يحدث الكسر نتيجة الحركة الخفيفة مما يجعل المريض يعتزل الناس والخروج وبالتالي يصاب بالاكتئاب والذي يجعل الأمور تزداد سوءا، حيث يجعله هذا الأمر يرغب بالعزوف عن الحياة تماماَ، ولهذا نجد أن أكثر من 20% من المصابين بمرض هشاشة العظام يموتون في غضون عام من حدوث كسور في الفخذ تحديداَ، وذلك إما نتيجة العمليات الجراحية لمحاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه، أو بسبب مضاعفات تلك الكسور، ويحتاج غالبية مرضى هشاشة العظام إلى علاج وتمريض طويل الاجل داخل المنزل.
يقول الأطباء أن أكثر من مليوني كسر في العظام المسؤول الأول عنها هو هذا المرض، كما أن هذا العدد في تزايد، مما دفع ببعض علماء الطب بالتأكيد على أنه وبحلول عام 2025 سوف تصل عدد حالات الكسور التي سيكون هذا المرض مسؤولاَ عنها إلى ما يفوق الثلاثة ملاين عظمة، إلى جانب ما يربوا إلى الثلاثين مليار دولار كتكلفة لعلاج هذا المرض بغضون هذا الوقت أيضاَ.
ويطلق على مرض هشاشة العظام اسم المرض الصامت، حيث لا يشعر المريض بأي أعراض أو ضعف بالعظام، ويكون غالبا أول علامات ظهور المرض هو الانحناء من أعلى الجسد أو قصر القامة، ولهذا ففي وقتها يجب اللجوء فورا لطبيب متخصص.
أسباب مرض هشاشة العظام
لكل مرض أسباب، وقد يأتي بهدوء دون اكتشاف السبب، ولكن وعند معرفة الأسباب قد نساعد أنفسنا على اكتشاف المرض في بداياته أو قبل ظهوره مباشرة، وفي تلك الحلة يمكننا اكتشاف هذا المرض عن طريق القيام بعمل اختبار كثافة العظام، والأشخاص المعرضين للإصابة بمرض هشاشة العظام أكثر من غيرهم هم المصابين بتلك الأمراض:
* اضطرابات المناعة الذاتية
* التهاب المفاصل الروماتويدي ومنه على سبيل المثال التهاب الفقرات التصلبي
* الجهاز الهضمي واضطراباته ومنه مرض التهاب الأمعاء وجراحة إنقاص الوزن
* استئصال جزء من المعدة
* سرطان الثدي وسرطان البروستاتا وسرطان الغدد الليمفاوية
* أمراض الدم ومنه اللوكيميا وداء الكريات المنجلية
* الإضرابات العصبية ومنها إصابات الحبل الشوكي والسكتة الدماغية والشلل الرعاش
* مرض الثلاسيميا
* الاكتئاب
* اضطرابات الأكل
* اضطرابات الغدد الصماء الهرمونية
* مرض السكري "السكر"
* انقطاع الطمث المبكر
* انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون وهرمون الاستروجين عند الرجال
* الايدز
* الفشل الكلوي المزمن
* أمراض الكبد ومنها تليف الكبد الصفراوي
* زرع الأعضاء
* شلل الأطفال
* سوء التغذية
* فقدان الوزن
وهذه فقط بعض الأمراض ولكن القائمة تطول ولهذا يجب عند شعورك بأي مرض ان تسأل الطبيب إن كان هذا المرض مما يسبب لصاحبه هشاشة العظام.
كما توجد أدوية تسبب أيضاَ هذا المرض، في حال أخذت بطريقة خاطئة أو أخذت لفترات طويلة، ومن هذه الأدوية على سبيل المثال:
* بعض أدوية العلاج الكيميائي مثل سيكلوسبورين A
* مضادات الحموضة التي تحتوي على عنصر الألمونيوم
* مثبطات الأوراماتاز
* الهيبارين
* الليثيوم
* أدوية منع الحمل ومنها ميدروكسي بروجستيرون أسيتات
* الستيرويدات مثل الكورتيزون
* تيموكسفين إذا تم استخدامه في فترة الطمث
وغيرها من الأدوية ولهذا أيضاَ يجب أن تتأكد من تأثير الأدوية التي تأخذها على العظام، خاصة إذا كانت ادوية طويلة الأمد.
السترويدات
تعد الستيروتيدات من أكثر الادوية التي تساعد على انقاذ حياة البشر، ولكن تعد الستيروتيدات أيضاَ من أكثر الادوية المسببة ل هشاشة العظام، وتحديداَ الستيرويدات المسماة بالقشرانيات السكرية أو ما يطلق عليها ايضاَ الكورتيكوستيرويدات، وهي خلاف الهرمونات الذكورية التي يستخدمها الرياضيين خاصة لاعبي كمال الأجسام لبناء عضلاتهم والمسماة الستيرويدات الابتنائية.
علاج هشاشة العظام
يجب ان يبدأ علاج هشاشة العظام في بداياته، حتى يأتي بنتيجة وإلا سيكون العلاج من الأمور الصعبة، وفي حالة العلاج المبكر غالبا ما ينصح الأطباء بأخذ مجموعة من المنشطات شبيهة بتلك الهرمونات التي ينتجها الجسد بصورة طبيعية، ومنها ما يوصف لبعض الأمراض إلى جانب علاجهم العادي، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة والربو والحساسية، كما يتم استخدام المنشطات مع بعض علاجات السرطان وأمراض المناعة الذاتية وزراعة الأعضاء، وتلك المنشطات ليست لعلاج هشاشة العظام، ولكنها لتقوية وتعزيز العظام لمقاومة هذا المرض الفتاك، والحد من انتشاره في الجسد.
هشاشة العظام ذلك المرض الفتاك الذي يشبه السوس، والذي ينخر في العظام دون رادع له، مرض صامت لا نشعر به إلا بعد فوات الاوان، ولهذا يجب على المرء اخذ الحيطة والحذر وعمل اختبار لهذا المرض كل فترة زمنية، أو إذا أصيب بمرض ما قد يتسبب في ولوج هذا المرض اللعين إلى بدنه.
اقرأ ايضا:
تنميل اليد تعرف على اسبابه وأعراضه المختلفة
خشونة الركبة اسبابها وعلاجها